$$$moon white$$$
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


شامل
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 القضية الفلسطينية خلفياتها وتطوراتها حتى سنة 2001

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد الحواري
عضو جديد
محمد الحواري


عدد الرسائل : 17
العمر : 38
تاريخ التسجيل : 02/02/2008

القضية الفلسطينية خلفياتها وتطوراتها حتى سنة 2001 Empty
مُساهمةموضوع: القضية الفلسطينية خلفياتها وتطوراتها حتى سنة 2001   القضية الفلسطينية خلفياتها وتطوراتها حتى سنة 2001 Emptyالخميس فبراير 14, 2008 7:53 pm

القضية الفلسطينية
خلفياتها و تطوراتها حتى سنة 2001

بقلم: د. محسن محمد صالح
الأستاذ المشارك في الدراسات الفلسطينية
و تاريخ العرب الحديث





قضية فلسطين (1949-1967)

كان الشعور بالمرارة والمهانة هو الشعور السائد لدى أبناء فلسطين بل والعرب والمسلمين نتيجة حرب 1948، ووجد شعب فلسطين نفسه مشتتاً مقتلعاً من أرضه للمرة الأولى، وتحت حكم أنظمة مختلفة، تفاوتت في إعطائه درجات من الحرية وحقوقه المدنية، وإمكانات تنظيم نفسه في مؤسسات سياسية وجهادية، سعياً لتحرير أرضه. غير أن شعب فلسطين، بما عُرف عنه من حيوية، تعامل بإيجابية عالية مع الوضع، وحاول التكيف مع أوضاعه الصعبة. فمثلاً لم تمض سوى سنوات قليلة حتى كان شعب فلسطين هو الأكثر تعلماً مقارنة بكل البلاد العربية، إذ كانت عملية التعليم أحد وسائل التعويض والإعداد لمواجهة المستقبل وتحدياته.




البلاد العربية وفلسطين:
وقد شهدت هذه المرحلة انحسار الاستعمار عن معظم بلدان العالم العربي والإسلامي، غير أن الأنظمة "المستقلة" التي حلت مكانه، استخدمت النسق الغربي للحكم، فاتخذت صبغات علمانية، ذات مضامين ليبرالية أو اشتراكية أو محافظة، أو وقعت تحت الحكم العسكري. وقد سعى كل نظام ـ عملياً ـ إلى ترسيخ نفوذه والهوية الوطنية القطرية بدلاً من السعي نحو الوحدة، مما كرس حالة التجزئة والتمزق التي تعاني منها الأمة. ومع ذلك بقي الخطاب القومي وشعاراته هي السائدة في الساحة العربية. وقد علّق الفلسطينيون آمالهم في هذه المرحلة على "قومية المعركة"، وعلى الأنظمة العربية، وخصوصاً مصر بزعامة جمال عبد الناصر.
وكان شعار المرحلة البرّاق "الوحدة طريق التحرير"، الذي بقدر ما كثر الحديث عنه، بقدر ما ترسخت حالة الإحباط في النهاية تجاه تحقيقه، خصوصاً بعد فشل الوحدة المصرية-السورية (1958-1961)، وبعد أن انكشفت حالة "إفلاس" رموزه إثر كارثة حرب 1967، الذين افتقدوا المنهجية الصحيحة والجدية والإصرار اللازمين، فلا حققوا وحدةً ولا تحريراً، فضلاً عن تضييع باقي فلسطين وسيناء والجولان. وشهدت هذه الفترة مداً قومياً ويسارياً، وانحساراً للتيار الإسلامي سياسياً وشعبياً وجهادياً، خصوصاً بعد الحملة الشرسة المنظمة التي قادها عبد الناصر وأنصاره ضد هذا التيار.
وعلى أي حال، فإن حالة العداء الرسمي ضد الكيان الصهيوني استمرت طوال هذه المرحلة، لكن الخط البياني للأنظمة العربية اتجه عملياً نحو ترسيخ الواقع، وليس تغييره، أو بعبارة أخرى اتجه نحو "التسوية" وليس نحو "التحرير" لأسباب ذاتية وموضوعية، جعلتهم يستشعرون حالة عجز حقيقي، فانشغلوا بدغدغة عواطف الجماهير الواسعة، التي كانت تترقب ساعة المعركة، بينما كان الكيان الصهيوني "الغضّ" يشتد ويزداد قوة ورسوخاً.
ولذلك، تم تبني المقاومة الفلسطينية غالباً لأسباب تكتيكية مرحلية، وليس ضمن خطط استراتيجية شاملة. وسارت سياسات دول المواجهة مع المقاومة الفلسطينية ضمن خطين:
- الأول: ضمان أمن النظام وبقائه، وعدم تعريضه لمخاطر الانتقام الصهيوني، وبشكل آخر عدم كشف مدى ضعف النظام في ساحة المواجهة، وبالتالي ضبط العمل الفدائي الفلسطيني، ووضعه تحت السيطرة ما أمكن، ومنعه من استخدام الحدود للقيام بعمليات مسلحة. وهي السياسة العامة التي درجت عليها كل دول الطوق حتى الآن (نهاية القرن العشرين).
- الثاني: السماح المرحلي التكتيكي بتواجد المقاومة المسلحة على أرضها، تحقيقاً لمكاسب سياسية شعبية، أو تجنباً لاضطرابات داخلية، وتنفيساً عن غضب الجماهير. ولذلك بقيت حدود دول المواجهة مع العدو مغلقة محرمة على العمل الفدائي الفلسطيني، ليس في هذه المرحلة فحسب وإنما طوال الخمسين سنة الماضية، مع استثناءات محدودة فرضتها ظروف معينة، وكان أهم هذه الاستثناءات جنوب لبنان الذي تشكلت فيه قاعدة مقاومة قوية بعد حرب 1967، واستمرت حتى 1982، ليس بسبب رغبة النظام الحاكم، وإنما بسبب ضعفه، وقوة الثورة وقاعدة تأييدها الواسعة.




العمل الوطني الفلسطيني:
وفي المرحلة التي نحن بصددها نجد أن السلوك الشعبي الفلسطيني اتسم بما يلي:
- محاولة استيعاب الصدمة، والتكيف مع الواقع الجديد، والتركيز على التعليم وسبل الاعتماد على النفس.
- الانتماء إلى التنظيمات والأحزاب ذات الطبيعة القومية (الناصريون، البعث …) والشيوعية واليسارية (الحزب الشيوعي، القوميون العرب …)، والإسلامية (في النصف الأول من المرحلة: الإخوان المسلمون، حزب التحرير …).
- بدايات تشكُّل الهوية الوطنية الفلسطينية، التي لم تستطع أن تبرز كثيراً في ظل المد القومي اليساري (نشأة حركة فتح، و م.ت.ف).
- هجرة الكثير من أبناء فلسطين طلباً للرزق إلى الضفة الشرقية من نهر الأردن، وإلى بلدان الخليج العربي وخصوصاً السعودية والكويت.
- الانفضاض الشعبي التدريجي عن الحاج أمين الحسيني.
وقد أكملت الحكومة الأردنية سيطرتها الدستورية على الضفة الغربية، وهي معظم ما تبقى من فلسطين (5878 كم2 أي 21.77% من مساحة فلسطين)، بعد أن انعقد بتشجيعها مؤتمر أريحا في ديسمبر 1949، والذي حضره وجهاء فلسطينيون مؤيدون للأردن، وبايعوا الملك عبد الله بن الحسين ملكاً على فلسطين، وأُعلنت الوحدة بين الضفتين الشرقية والغربية في إبريل 1950. وفي الوقت نفسه وضعت الحكومة المصرية يدها على قطاع غزة (363 كم2 أي 1.34% من مساحة فلسطين) وقامت بإدارته. ومُنع الحاج أمين ورفاقه في الهيئة العربية العليا وفي حكومة عموم فلسطين من العيش أو العمل السياسي في الضفة الغربية أو القطاع. ووجد الحاج أمين نفسه أشبه بالرهينة لدى مصر، فاضطر إلى مغادرتها إلى لبنان في 1958 بعد أن ذاق مرارة العزل والحصار، كما وجدت "هيئته" و"حكومته" نفسيهما تتضاءلان وتنـزويان إلى أن انحصرتا في شقة أو اثنتين في بنايات القاهرة!! وتحوّل دور رئيس حكومة عموم فلسطين منذ 1952 إلى مجرد مندوب لفلسطين لدى الجامعة العربية. وهكذا، أفل نجم الحاج أمين بالتدريج، وسواء استمتع الحاج أمين بشعبية واسعة حتى منتصف الخمسينيات أم لا، وسواء حمّله البعض مسئوليةً عن ضياع فلسطين أم لا، فإن الرجل كان مشهوداً له بالصلابة والإخلاص، وكان الرمز الأول للعمل الوطني أكثر من ثلاثين عاماً.
وكان للإخوان المسلمين قصب السبق الشعبي وسط قطاعات الفلسطينيين خلال (1949-1954) سواء في الضفة أو في القطاع، لما حققوه من سمعة جهادية في حرب 1948، ولما طرحوه من برامج إسلامية وطنية، حيث نعموا بحرية نسبية في مصر حتى 1954، وبأجواء مواتية في الأردن. كما أصبح حزب "التحرير الإسلامي" ظاهرة لا يستهان بها خصوصاً في الأردن في منتصف الخمسينيات، حيث ركز على العمل السياسي وإقامة الخلافة الإسلامية. ومثَّل الشيوعيون تحدياً شعبياً للتيار الإسلامي، خصوصاً في القطاعات الطلابية والمهنية، بما طرحه من شعارات برّاقة حول معاناة الجماهير، واتهام الأنظمة بالخيانة والعمالة… . إلا أن هذا التيار والتيارات القومية واليسارية الأخرى لم تكن لتقوى على منافسة الإسلاميين، إلا بعد أن سدّد عبد الناصر ضربته القاسية للإخوان، وأخذ يلاحقهم، واستخدم إعلامه القوي في تشويه صورتهم. فأصبح التوجه العام لدى الإخوان والإسلاميين عموماً هو المحافظة على النفس، والانكفاء على الذات بانتظار ظروف أفضل. وكانت أحد نماذج قوة الإسلاميين رابطة طلبة فلسطين في مصر التي كان يفوز بها الإسلاميون أو من يدعمونه حتى سنة 1957، والتي رأسها ياسر عرفات عندما كان طالباً مقرّباً من الإخوان.
واتخذت المقاومة الفلسطينية في هذه المرحلة أشكالاً بسيطة محدودة التأثير، فكثرت في النصف الأول من الخمسينيات عمليات اختراق الحدود لاسترجاع ممتلكات للعائلات المشردة، أو لتوجيه ضربات انتقامية للعدو. وفي قطاع غزة أنشأ الإخوان المسلمون تنظيماً سرياً ذا طبيعة عسكرية، قام بعدد من العمليات بالتنسيق مع بدو النقب، واستفادوا من وجود الضابط الإخواني في الجيش المصري "عبد المنعم عبد الرؤوف" في القطاع إثر نجاح الثورة المصرية، فسهل لهم سبل التدريب العسكري. وكانت عملية "الباص" في 17 مارس 1954 أحد أشهر العمليات التي يظهر أن البدو نفذوها بالتنسيق مع الإخوان، وأدت إلى مقتل 11 إسرائيلياً قرب بئر السبع بجانب معاليه أكربيم[66].
وقد اتسمت ردود الفعل الصهيونية على عمليات المقاومة بالعنف والغطرسة، سواء في الضفة أو القطاع، فوقعت مثلاً مذبحة قبية في 14-15 أكتوبر 1953 حيث استشهد 67 شخصاً[67]. وفي 28 شباط/فبراير 1955 ارتكبت القوات الصهيونية مذبحة غزة التي أدت إلى استشهاد 39 وجرح 33 شخصاً، مما دفع أهل القطاع إلى الانتفاضة والمطالبة بالقتال، فوافقت القيادة المصرية على العمل الفدائي الفلسطيني، وأوكلت المهمة إلى الضابط المصري مصطفى حافظ، الذي أحسن أداء واجبه، وتم تنفيذ كثير من العمليات اليومية الخاطفة، فضلاً عن بعض العمليات الكبيرة خلال عامي (1955-1956)[68].
وفي 29 أكتوبر 1956 بدأ العدوان الثلاثي (الإسرائيلي-البريطاني-الفرنسي) على مصر. وكانت رغبة الصهاينة في تدمير العمل الفدائي الفلسطيني في القطاع، وسعيهم لفتح خطوط الملاحة لسفنهم في البحر الأحمر، سواء بفتح قناة السويس، أو بفك الحصار عن ميناء إيلات، فضلاً عن نواياهم التوسعية هي أبرز العوامل التي دفعتهم لشن هذه الحملة. وقد توافق ذلك مع النوايا الاستعمارية البريطانية في الرغبة باستمرار السيطرة على قناة السويس. كما توافق ذلك مع الرغبة الفرنسية في توجيه ضربة لمصر، لأنها كانت تدعم الثورة الجزائرية. وقد أدى ذلك كله إلى احتلال الصهاينة لقطاع غزة وسيناء، وشاركت بريطانيا وفرنسا في ضرب المطارات المصرية واحتلال موانئها. وكان الاحتلال الصهيوني سريعاً وحاسماً، بدرجة كشفت ضعف الجيش المصري، وتقصير قيادته السياسية. غير أن الإعلام المصري ركز على صمود القيادة المصرية في وجه التنازلات، واستفاد من اضطرار القوات الإسرائيلية والبريطانية والفرنسية للانسحاب في 6 مارس/آذار 1957 تحت الضغط الأمريكي، فعاد الألق من جديد إلى شخص عبد الناصر.




نشأة حركة "فتح" :
وفي تلك الفترة، فرضت حالة التضييق والمطاردة المفروضة على التيار الإسلامي، خصوصاً في مصر والقطاع، تساؤلاتٍ أمام شباب الإخوان المسلمين الفلسطينيين المتحمسين، الذين أخذوا يتساءلون عن وسائل العمل الممكنة لتحرير فلسطين. ورغم أن التيار العام وسطهم كان يدعو إلى التريث، والتركيز على الجوانب التربوية والإيمانية، إلا أن تياراً آخر أخذ يتجه للقيام بعمل منظم مسلح، لا يتخذ أشكالاً إسلامية مكشوفة، وإنما يتبنى أطراً وطنية تمكنه من تجنيد قطاعات أوسع من الشباب، ولا تجعله عرضة لعداء الأنظمة وملاحقاتها. وكانت تجربة الثورة الجزائرية في تلك الفترة أحد الحوافز الهامة لهذا العمل. وكانت هذه هي البذور الأولى لنشأة حركة فتح (حركة تحرير فلسطين، وفيما بعد حركة التحرير الوطني الفلسطيني) سنة 1957 في الكويت، والتي خرجت أساساً من أحضان الإخوان المسلمين، وبالذات من أبناء قطاع غزة. وكان خليل الوزير (أبو جهاد) الذي أصبح الرجل الثاني في فتح طوال ثلاثين عاماً، قد قدَّم اقتراحاً بذلك إلى قيادة الإخوان في القطاع فلم يستجيبوا له، غير أن هذا لم يمنع أن ينضم لفتح عند نشأتها عدد لا بأس به من ذوي المكانة والاحترام بين الإخوان أمثال سعيد المزين، وغالب الوزير، وسليم الزعنون، وصلاح خلف، وأسعد الصفطاوي، ومحمد يوسف النجار، وكمال عدوان، ورفيق النتشة، وعبد الفتاح حمود، ويوسف عميرة حيث تولوا مناصب قيادية عالية في الحركة. غير أن فتح، التي ظلت تركز في تجنيدها على العناصر الإخوانية حتى سنة 1963، انفتحت أكثر على مختلف التيارات وقطاعات الشعب الأخرى، خصوصاً بعد أن أصدرت قيادة الإخوان في القطاع أوامرها بالتمايز إما مع فتح وإما مع الإخوان[69]. وأخذت فتح تصطبغ بصبغة وطنية علمانية شكلت هويتها العامة إلى وقتنا هذا. وشكلت فتح جناحها العسكري "العاصفة"، وقامت بأولى عملياتها العسكرية في مطلع 1965، وتمكنت من شن نحو 200 عملية عسكرية منذ ذلك الوقت وحتى حرب يونيو 1967[70].
أما حركة القوميين العرب فقد كان معظم أعضائها المؤسسين من الفلسطينيين الدارسين في الجامعة الأمريكية ببيروت في منتصف الخمسينيات من القرن العشرين، وكان من أبرزهم جورج حبش. ورفعت شعار الوحدة القومية وتحرير فلسطين، وأيدت السياسات الناصرية. وشكلت لجنة فلسطين في 1958. وبعد فشل تجربة الوحدة المصرية-السورية، أخذت تتبنى الفكر الاشتراكي والعمل الشعبي، وفي مايو 1964 شكلت "الجبهة القومية لتحرير فلسطين" وجناحها العسكري شباب الثأر، الذي أخذ يمارس العمل الفدائي منذ نوفمبر/تشرين الثاني 1964. وفي 1966 تبنت الحركة الماركسية طريقاً لعملها[71]. وهي التي أنشأت في ديسمبر1967 الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بالتحالف مع قوى أخرى.




إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية(م.ت.ف.):
ومن جهة أخرى، كانت الأنظمة العربية تشعر بما تموج به الساحة الفلسطينية من أنشطة سرية وحركات وتنظيمات. وكان الرئيس عبد الناصر يرغب ألا يفلت الزمام من يده، خاصة في ظروف الخلافات بين الأنظمة العربية…، فأصبح هناك اتجاه يريد استيعاب الفلسطينيين في كيان رسمي معتمد، يسهل التحكم فيه. وفي سنة 1959 اتخذ مجلس الجامعة العربية قراراً دعا إلى إعادة تنظيـم الشعب الفلسطيني، وإبرازه كياناً موحداً بواسطة ممثلين يختارهم الشعب. لكن ذلك ظل عرضة للتأجيل والتسويف حتى وفاة أحمد حلمي عبد الباقي ممثل (حكومة عموم) فلسطين لدى الجامعة العربية في 1963. وبدعم من عبد الناصر، تم اختيار أحمد الشقيري ممثلاً لفلسطين مكان عبد الباقي، وكُلّف بدراسة القضية الفلسطينية وسبل تحريكها وتنشيطها. وعندما انعقد مؤتمر القمة العربي الأول في القاهرة في 13 يناير 1964، تقرر تكليف الشقيري بالاتصال بالدول الأعضاء والشعب الفلسطيني، "بغية الوصول إلى القواعد السليمة لتنظيم الشعب الفلسطيني، وتمكينه من القيام بدوره في تحرير وطنه، وتقرير مصيره". ولم يقم الشقيري بتقديم تقرير للجامعة حول السبل المقترحة؛ لقناعته بأنه سيكون عرضة لمزيد من المدارسة والتأجيل، فقرر وضع البلاد العربية أمام الأمر الواقع. فقام بدعم مصري بإنشاء منظمة التحرير الفلسطينية(م.ت.ف.)، حيث انعقد المجلس الوطني الفلسطيني الأول في القدس في 28 مايو/أيار 1964 بحضور 422 ممثلاً للفلسطينيين، وبرعاية الملك حسين ملك الأردن، وأعلن ميلاد المنظمة رسمياً، وصودق على الميثاق القومي الفلسطيني الذي أكد على الكفاح المسلح لتحرير كل فلسطين، وعدم التنازل عن أي جزء منها، وانتُخب أحمد الشقيري رئيساً للمنظمة. وقد قررت م.ت.ف تشكيل جيش التحرير الفلسطيني، كما قامت بعدد من الجهود التعبوية والإعلامية. ورحب الفلسطينيون بشكل عام بإنشاء م.ت.ف باعتبارها تمثيلاً للكيانية الفلسطينية والهوية الوطنية التي جرى تغييبها سابقاً. وإن كان البعض مثل حركة "فتح" قد شكك في خلفيات إنشائها، وقدرتها على القيام بواجباتها[72].





حرب حزيران/يونيو 1967وانعكاساتها:
وفي 5 يونيو 1967 اندلعت الحرب العربية-الإسرائيلية، بعد حالة من التصعيد المتبادل، قامت فيه مصر بإغلاق مضائق تيران في البحر الأحمر، وطلبت من مراقبي الأمم المتحدة على حدودها المغادرة، وأعلنت البلاد العربية استعدادها لمعركة المصير وتحرير فلسطين. لكن القوات الإسرائيلية قامت في صباح 5 يونيو/حزيران بتدمير الطيران في المطارات المصرية والأردنية والسورية، وفي غضون ستة أيام كان الأمر قد انتهى بكارثة عربية جديدة، فاحتل الصهاينة باقي فلسطين (الضفة الغربية 5878كم2وقطاع غزة363كم2) وصحراء سيناء المصرية61198كم2 ومرتفعات الجولان السورية1150كم2. ودخل الجنود اليهود بيت المقدس والمسجد الأقصى وهم يهزجون "حط المشمش عالتفاح …دين محمد ولَّى وراح"، و"محمد مات … خلَّف بنات" ويصرخون "يا لثارات خيبر…"، وصحت الجماهير العربية والإسلامية على هول كارثة لم تدر بخلدها، واكتشفوا مدى الزيف والخداع والأوهام التي غذتهم بها الأنظمة العربية طوال التسعة عشر سنة السابقة. فقد تم تدمير سلاح الطيران المصري والسوري والأردني وهو لا يزال قابعاً في مدرجاته. وتم تدمير 80% من أعتدة الجيش المصري. واستشهد حوالي عشرة الاف مقاتل مصري و6094 مقاتلاً أردنياً وألف مقاتل سوري، فضلاً عن الجرحى.
وكان من نتائج هذه الحرب تشريد 330 ألف فلسطيني آخرين، وخفوت نجم جمــال عبد الناصر، وضعف الثقة بالأنظمة العربية، وسعي الفلسطينيين إلى أخذ زمام المبادرة بأيديهم، ونمو الحركة الوطنية الفلسطينية أكثر وأكثر. غير أن أحد أبرز النتائج المؤسفة قد أصبح تركيز الأنظمة العربية ـ بل و م.ت.ف فيما بعد ـ على استعادة الأرض المحتلة 1967 (الضفة والقطاع) أي 23% من أرض فلسطين، والاستعداد الضمني للتنازل عن الأرض المحتلة سنة 1948، والتي قامت كل هذه الحروب والمنظمات أساساً لتحريرها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.moonwhite.yoo7.com
 
القضية الفلسطينية خلفياتها وتطوراتها حتى سنة 2001
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
$$$moon white$$$ :: القسم السياسي :: منتدى الشبيبه الفتحاويه-
انتقل الى: